عن الشاعر محسن محمد عبدالله لشطل البكري

وفي كتاب (أعلام الشعر الشعبي في يافع) للدكتور علي صالح الخلاقي جاء عن الشاعر محسن محمد عبدالله لشطل البكريقوله:
شاعر مخضرم من أبرز شعراء يافع المعاصرين وأكثرهم شهرة وهو سليل بيت آل عزالدين البكري, الذي نبغ منه فقهاء وعلماء وقضاة وشعراء, كانت لهم مكانتهم المرموقة في أرجاء يافع, ومنهم من تلقب بـ(قاضي يافعين). وهو شاعر مخضرم, برز على الساحة الشعرية منذ أوائل الخمسينات, وله أشعار عديدة ومساجلات أبرزها مع شائف الخالدي وعدد من الشعراء. يعمل ويعيش في قطر الشقيقة, وهو في معظم اشعاره على صلة ةحميمة بقضايا وطنه ومجتمعه وبهموم وشجون الأمة العربية والاسلامية. ومن أشعاره الكثيرة نقدم مختارات, نبدأها بهذه الزوامل التي تعود إلى مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني:
يا دار حلين ويش جاب الطايره
ويش الذي جاب القنابل للقتال
يافع تحذر من حكومه كافره
وأنته ترحب بالخيانه والعطال
**
جاهم عدن حَنَّه مثورة ماطره
والرعد فيها عالقبايل لم يزال
من حب نصراني بيفرح خاطره
يبيع دينه في سباعيه وشال
**
يا يافع الأحرار هذا حذركم
اتحَذَّروا حاكم حكومة شنبيون
تحذّروا منه يحاذر منكم
مكينته قاطع لدرماح الدقون
**
يا القبيله كلاً يحاذر عالوطن
حِلين ينادي لا الإداره كل يوم
وابن المصلي سا المحطه والفتن
والقبيله خذ له بها سبعه سهوم
**
يا القبيله كلاً يحاذر عالوطن
من قبل توصل ردعة السيل السبول
بيحان يشكي قهر من حاكم عدن
كوَّى رجال القبيله عرضا بطُول
**
ياالله تقيم النصر وإصلح شأننا
وأهل الإداره كل خاين لا يديم
وإن حَدْ نقدني من رجال القبيله
فتَّش ذبل ثوبه قد الحاذق فهيم
**
يا حلين اتصبَّر وصابر عالبلأ
لمَّا تحاسب بالوقيِّه والقفال
والاَّ يقوم المَيْتْ ذي تحت الصَّلا
يحرم عليك الحكم في أرض الرجال
**
يَهْل الإداره قوَّم الله نصركم
والعز بالدنيا وبالجنه حلال
ربّي على السلطان يقوي بأسكم 
الخاين الفاجر صَرَفْ صَرْف المَيَال
ومن القصائد المبكرة للشاعر محسن محمد لشطل المبكره هذه الأبيات المختارة , يقول فيها:
نبدع بألف لام بالمعبودية وأبدع
ألف ولامين والهاء سرها مكنون
بعالم السر ذي يُخفى وذي يطلع
عالم بسري وما تحت الثرى مكنون
هو باني الأرض في يومين بعد أربع
ويوم سابع أمر بالكاف قبل النون
وآلاف صلوا على من هو لنا يشفع
صلاه ما أهل الحرم لا طيبه ابْيِسْعَون
يقول محسن محمد هاجسي طلَّع
ماشي على من بدع لا خاطره مشجون
با أوصيك يا كل عارف في خصال أربع
واسمع كلامي وجَرِّب عز والاَّ هون
الأوله شُف كلام الكذب ما ينفع
الكذب بَوْرَهْ ومَنْ قاله فهُو ملعون
الكذب لا يندفن حَبَّه ولا يُزرع
لا تقبله طين يدخلها ولا طاحون
والثانيه من تسمَّع هَرْج يتوقَّع
وخيرة العلم قل كم ناس ما يدرون
بعض الخبر لا أنت فطَّان اسرقه واسمع
خَل المخابر يخابر واسمه المجنون
والثالثه ما عتب يلزم من اتربَّع
يطلِّب الحق لا هُوْ من حَدَا مَغْبُون
وذاك ذي با يكنَّه بعده ابْيِتْبَعْ
يسلمه لا يقع طاعن ولا مطعون
ما يطرحه شي فريسه لحم بالمَرْبَعْ
كَلْتَهْ جميع السِّبَاعه وأهله ابيبكون
والرابعه من بدع بالمنع ما يرجع
ولا رجع خير لا هو بالكفن مدفون
وسالف المنع يبدع فيه ذي مَنَّعْ
وما لفظ من لسانه ما رجع ن دون
ومن بغى المنع حَنَّا النِّصْلِهْ المُزْرَعْ
بالدم لحمر يخلِّي قطعها مدهون
ما هو كذا من لقط له شور واتفرَّع
ويحسب إن ذي تجاهه قُرْصَهْ المعجون
ما يدري إن ذي تجاهه قرن ما يرجع
أعْوَجْ مُعَنْوَجْ عَجِيْ مِنْ هايجه مجنون
لا قال من ضمد قال أبغى القَبَلْ بأربع
وإن قال من خمس قال المَنْع من عشرون
إرْزِمْ على الكَبْد قَشْعَهْ لا أنت با تربع
وإلاَّ اترك الكذب والميزه فلا مسهون 
شُف من ضرب من جدار الناس ما ينفع
ماهل عداوه لذي جَدْرَهْ معه مرهون
الطعن في ساعد أحمد شُفته ابيرتع
والصِّيت لش يا غزاله رَغْوَةْ الصابون
إقطب من أذنه وناول طَعِّمَهْ يشبع
وسَوّ له سوط من جلده رطب مدهون
ذي قارب النار للباروت وتْسَجَّعْ
سوَّى حفيره وصَبَّح قعرها مدفون
لا كان خَلاَّ كباش إبليس تترادع
ما كان رأسه وشعنه بالشبك مطنون
واليوم حوّز له المزمار والمرفع
غناء من الحوض لَسَّلْ يا ذي ابتسقون
ذي جرَّها بالكرابه ما قلب مقطع
ماهل معك منَّه أصواته وهو بهتون
قال آيسي حرب لا مسمع ولا مبدع
من زانة الناس ما هو ما معه كبسون
مرض وماهل وقع به صوب في لصبع
واليوم صلّح بجاد وما بدى راثون
ما اليوم لاح النَّصَفْ والصوف بالمشرع
والتاح لي في مشاف البندق المشحون
وخُو علي قال يا ذي ما سمعت اسمع
وان كنت غافل فخل الناس لك يحكون
ما باطل إلاَّ منكف جاك من برَّع
ما أخُّوك وإلاَّ ابن عمك ما أنت شي مغبون
تالية عُقبى المحنش للحنش يرجع
مأوى الغنم لا الزريبه يا ذي ابترعون
جلد النمر يملكه مولاه يا لَدْوَعْ
مالك تعرّض بضاحة حيد بن جحنون 
حتى ولا شُفتنا كلاً غَلَبْ يرجع
ما بالطرف شُف معانا لك دواء مطحون
ومن أجمل غزلياته 
قال ابن لشطل صباح الخير يوم السعاده
صادف كحيل العيون
سبحان من صوَّرك من بين جُملة عباده
بقامتك والفنون
اتعبتني والنظر حرم حلاوة رقاده
والقلب طلّع شجون
بالله وقف شُوي خُذ من حبيبك إفاده
من ميم حاء سين نون
ماهل مجرد سؤالي ليش حُكم الإباده
يا ناس ما ترحمون
ويلك من الله من ناداك بالحب ناده
ولو برمش العيون
اشفق على محسن البكري تحرِّق فؤاده
سالك بطه ونون
عيني بكت دم من ظلمك وفرض الاباده 
وترجرجين الجفون
قطَّعت قلبي وحرقته وباقي رماده
ارحم دموع العيون
خلَّيت محسن نَصَعْ يقبل رصاص النُقَاده
رُميان يتنصفون
أنت السبب لو فُني رُوحي ولا اقضى مراده
أو جا العمى للعيون
كتبت لك خط واضح من دموعي مداده
وصحت بالميكرفون
وأنتَ فلا شُفت منَّك مثل ريش الجراده
ألف وباء دال نون
بي خوف لا مُوت قبل الخل والخل عاده
عُدَاي با يفرحون
وِنْ مات قبلي مِحِلْ روحي ونومي صداده
ما اشتى حياتي تهون
ما اشتي حياتي قفا موته دقيقه زياده
لربنا راجعون
يا قلبي الصبر شُف من صاده الوقت صاده
كم ناس يتعذبون
عليك بالله يا قائد وبعدك قياده
قل للحرس يفتحون
با شُوف بستانكم والوصف زايد زياده
والماء الذي تشربون
واشوف رُمَّانكم وأدعي سقى الله بلاده
قالوا نجح عالغصون
واسمُر معاكم وهي لله رافق عباده
ما قدر الله يكون
وافرش لك القلب تجلس به وكبدي وساده
وكِلاي لك يحرسون
وِنْ خيروني مُريكه والجزائرزياده
والهند واسكندرون
ختمت وِنْ حد نقد بيَّن سبب للنقاده
والاَّ الفلاجه سكون
رزقي على ذي خلق ما قدره لي أراده
ذي قال للشي يكون
والختم صلوا على من عز دينه جهاده
في سيف سنه سنون
ومن أقوال محسن محمد لشطل هذه الأبيات:
قال ابن لشطل أنا بمشي دلا
ما بَدْحَقش يا الحجار الراقله
جرَّبت ذا الوقت رُخصه والغلاء
والشيب قد عم رأسي واكمله
شيب الثلاثين ذي ما له حلا
لكن قد الوقت عدله مايله
شربت من ماه مُرَّه والحلا
يا الوقت من صارحك ما تقبله
ضيَّقت بالناس وانته بالدلا
ما حد بزربه ونعمه طائله
من شافني قال محسن بالسلا
ولا يصدِّق ولو قصيت له
بواطل الوقت ما أحصيها ولا
كم لي سنين اشتكي من باطله
يوم القيامه قرب ما قول لا
ما دام (نكسُنْ) يقول الجو له
يَهْل الفِكَرْ فكِّروا كيف التِّلا
ويش اطلعه للقمر ويش انزله
يا غارة الله لا قام البلا
ذريه للحشر تكفي قنبله
ما لوم من حن من بين الكلا
يا ناس ماشي عتب من حن له
ونْ حد نقدني يقع مثلي ملا
يقول مثلي وعاد الجُمل له
والحمد صلوا على تاج العُلا
ذي خصَّه الله وحبَّه وارسله
جرت بين الشاعرين الكبيرين شائف الخالدي ومحسن محمد لشطل عدة مساجلات شعرية, كان الخالدي هو المبادر فيها جميعها, ونختار منها هذه القصيدة للشائف الخالدي:
الخالدي قال من رأسي
با حن والقلب ما لومه
معذور لا حن وتنهد
يشكي من اصواب مسمومه
يا عالم الحال والنيِّه
لا تحرم القلب مقسومه
اتعبتني يا نظر عيني
وطرف عيني سهر نومه
قنَّعت قلبي ولا اتقنَّع
والنفس بتصيح مظلومه
إن جيت با نام طار النوم
وغن نمت بتشقِّي القومه
وإن قلت با رجِّعه مقيل 
حوائج القات معدومه
قات اليمن ما يوافق لي
واليافعي ضيف بن يومه
قد خير من ذا ومن هذا
با قنِّع النفس محتومه
بصبُر على فوج برادي
حيَّا لبرده ولا حومه
وبعد يا طارش الليله
بعطيك حرفين مرقومه
لما قطر با تصل عاني
قدها حكومه ومحكومه
وبا ترى جيشها الباسل
وقائد الجيش تقدومه
بلِّغ سلامي على محسن 
برياح نفَّاح مشمومه
وبالشمطري وماوردي
منِّي هديه وملزومه
وثنه سلامي بعود اخضر
من عند لخوال وعمومه
واعطه كتابي وخط ايدي
ورجع ابيات منظومه
لأيضاً ولا اتخبرك محسن
قل له رع الناس منعومه
والقافله ضمَّها الجمَّال
ذي كانه أعشار مقسومه
ما اليوم بيسوقها وحده
قدها في الحبل مخطومه
كُلَّن تحصل على ذي له
ولحمة الذيب معلومه
تجشر لها بها جشره
رَعْهَا عليله ومزكومه
وأنته وأنا قد تعارفنا
يا بن محمد نبا القومه
حبيت بشكي عليك أحسن
من نفس ترحم ومرحومه
لا قلت في ذمِّتك يا شيخ
رَعْ ذمِّة الشيخ مخرومه
وانت الحذر لا تغالطني
رَعْهَا معي غيب مفهومه
وليش بتحن لا داخل
كُن خل لسرار مكتومه
الماء معك والرواء حاصل
لا تخلي النفس محرومه
رَعْ حائط الليم والعنباء
يحتاج شارح على سومه
وذاك مثلك يبى الرَّاحه
وأنته زقرته بحلقومه
أمانتك صاحبك ودِّع 
تلصم على الحرقدي ثومه
لا انته تبا الحج زر مكَّه
وبالسنه شهر كُن صومه
رب البيس يا فتى باقي
وذي صنع حي في رومه
وانته بنعمه على المنبر
عندك دواء كل مألومه
ما الخالدي لا نهد ينهد
ببصر طبقتين مهدومه
وا ظبي عامر مراثي لش
كم لش من الضرع مفطومه
وبالنبي با نختمها
صلاه بالقلب مرسومه

مشاركة مميزة

ياشعب لا تسكت على الباطل

زامل للشاعر الكبير/ محمد عبدالله احمد دينيش القُمع ياشعب لا تسكت على الباطل  قمّا سكتّ أيام لستعمار  لاما حبيبة قيس ترجع له  ذي كأنه أول قل...

المشاركات الشائعة