قراءة في شعر الشاعر الشعبي محمد عبدالله دينيش البكري الملقب بالقمع.

انطباعات ومشاعر عن ديوان شاعر 


قراءة في شعر الشاعر الشعبي محمد عبدالله دينيش البكري الملقب بالقمع. 

الحلقة الأولى: 
الشاعر في سطور (نبذة مختصرة عن حياته) 

اسمه: محمد عبدالله أحمد دينيش البكري اليافعي.
مولده: من مواليد مدينة بني بكر في مديرية الحد يافع، سنة 1945م تقريبًا.
الحالة الاجتماعية: متزوج وله من الأبناء أربعة عشر، منهم سبعة ذكور وسبع إناث، ومن ثلاث زوجات.
تعليمه: تلقى تعليمًا تقليديًّا حسب ما كان متاحًا في تلك الحقبة، تمثل في الكُتَّاب (المعلامة) التي تعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة، ثم محا أمّيته تمامًا عندما التحق في صفوف محو الأمية وتعليم الكبار.
عمله: عمل فلَّاحا مزارعًا في أرضه التي تعد مصدر قوته ورزقه؛ لإعالة أفراد أسرته، فارتبط بالأرض، ولم يبارحها إلى خارج الوطن كما فعل كثير من أبناء جيله، ويُظهِر شعرُه مدى شدة تعلقه بالأرض وحبه لها، كما سنبينه لاحقًا.
نشاطه الاجتماعي والسياسي: 
أسهم في تثبيت سلطة الجبهة القومية بعد الاستقلال، وعمل في جبهة الإصلاح بين القبائل.
كان عضوًا مؤسسًا في منظمة لجان الدفاع الشعبي، وكُـرِّم من قبلها بشهادة تقديرية.
كان عضوًا مؤسسًا لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني عام 78م في مركز الحد.
شارك في المليشيا الشعبية، وأخذ فيها العديد من الدورات، وكان قائد فئة فيها.
والشاعر مخضرم، عاصر مراحل سياسية واجتماعية مختلفة، وأسهم فيها وشارك في كل منعطفاتها، إذ كان له مشاركات وإسهامات في كل التحولات والصراعات التي فرضتها المرحلة آنذاك، سواء الصراعات التي كانت محتدمة بين الشمال والجنوب؛ كالحرب الألى عام 72م، والحرب الثانية عام 74م، والحرب الثالثة عام 79م، وحتى الحرب الأخيرة عام 94م؛ من جهة، أو الصراعات السياسية الداخلية في الجنوب من جهة أخرى، منها الانقلاب على سالمين عام 78م، وانقلاب عام 86م، حتى تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م. 
شعره:
يعد الشاعر محمد عبدالله القمع من كبار الشعراء الشعبيين المجيدين الذين يسيل الشعر على ألسنتهم بسهولة واقتدار لافت، وله أشعار ومساجلات كثيرة. وسنفرد الكلام عن شعره في الحلقات القادمة. 

انطباعات ومشاعر عن ديوان شاعر

قراءة في شعر الشاعر الشعبي محمد عبدالله دينيش البكري الملقب بالقمع 

الحلقة الثانية: 

شعره:
امتاز شعره بالسهولة والبساطة، فهو يكتب شعره بلهجته المحلية السائدة في بني بكر الحد، حيث تجده يزخر بألفاظها الكثيرة، مما جعل شعره محببًا لدى عامة الناس في بلده، فكان له حضوره القوي في مناسباتهم الاجتماعية العامة لاسيما زوامل الأعراس والأعياد والاحتفالات المختلفة، فكان حاضرًا في كل مناسبة سياسية أو اجتماعية بشعره الذي يزخر به ديوانه. وغلبت على شعره البديهة التي تظهر في ارتجالاته عند تسجيل أي موقف من مواقف الحياة التي تمر به، حيث نجد الشاعر القمع حاضر البديهة في كل مناسبة وموقف يستدعي تسجيله شعرًا. 

وكانت موضوعات شعره مختلفة، حيث تناول أشياء كثيرة يفرد لها قصائد بعينها، وأحيانًا نجد القصيدة الواحدة تتعدد فيها الموضوعات، وقد برزت من موضوعاته الرئيسة خمسة، هي: الشعر السياسي والثوري ، والشعر الاجتماعي والحكِمَي، والشعر الغزلي، وشعر المساجلات والمطارحات، وشعر الزوامل المرتجلة. 

أولًا: الشعر الثوري والسياسي:

يعد الشعر الثوري والسياسي من أكثر الموضوعات حضورًا لدى الشعراء الشعبيين، لما لهذا الجانب من أثر على مجريات الأحداث، وعلى الحياة العامة، فأثر السياسة يتجلى في كل شؤون الحياة، ولا يكاد يغيب عن شيء منها، لذا نجد الشعراء الشعبيين كانوا في مقدمة صفوف الثورات، بل هم من أشعل فتيلها وألهب حماس المناضلين وحفزهم للثورة على الأوضاع المعيشية المتردية، والظروف الحياتية الصعبة التي يعانيها الناس، والتي كان للنظم السياسية السائدة اليد الطولى والسبب الرئيس في ترديها وصعوبتها، سواء أكان هذا النظام السائد استعماريًا خارجيًا، أو حكمًا محليًّا ظالمًا.
وشاعرنا محمد عبدالله دينيش هو أحد هؤلاء الشعراء، بل من أكثرهم طرقًا لهذا الباب الواسع، الذي ولج فيه محفزًا ومحمسًا وناقدًا متهكمًا، وداعيًا إلى تغيير هذا الواقع السياسي المرير، لاسيما وشاعرنا مخضرم قد عاصر مراحل سياسية مختلفة، واتصل بشكل أو بآخر بكثير من السياسيين، وشارك في محافل مختلفة، وكان شاعرًا ثائرًا شديد الحساسية من سوء الأوضاع المعيشية، فجادت قريحته الشعرية بسيل هادر من القصائد التي ألهبت مشاعر الجماهير والمناضلين والمطالبين بنيل الحقوق، والمنشدين الحياة الحرة الكريمة.
والمتأمل في شعر الشاعر القمع يجد أن هناك قضيتين بارزتين في شعره السياسي والاجتماعي، شغلتا مساحة واسعة من اهتمام الشاعر، وبرزتا بشكل واضح في كثير من قصائده، الأولى: قضية الوحدة اليمنية، والثانية: قضية المطالبة باستحقاقات مديرية الحد من المشاريع الخدمية. 
وسنعرض بشكل موجز لتناول تلك القضيتين في شعره. 
تابعونا في الحلقات القادمة. 

كتبه: د. عبدالرزاق الفحة أستاذ الأدب والنقد، كلية التربية عدن.
ك/ د. عبدالرزاق الفحة أستاذ في الأدب والنقد كلية التربية عدن


مشاركة مميزة

ياشعب لا تسكت على الباطل

زامل للشاعر الكبير/ محمد عبدالله احمد دينيش القُمع ياشعب لا تسكت على الباطل  قمّا سكتّ أيام لستعمار  لاما حبيبة قيس ترجع له  ذي كأنه أول قل...

المشاركات الشائعة